حساب أموال النفط: خطوة للتسوية بين بغداد وأربيل أم تهدئة مؤقتة تقریر یقدم اجابات

تظهر ردود الفعل الأولى في العراق أن تخصيص حساب بنكي لإيرادات نفط إقليم كردستان وجعله تحت رقابة الحكومة خطوة من شأنها أن تقود إلى تسوية للعناصر الخلافية بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة الإقليم. لكن مراقبين يرون أن هذه الخطوة قد تكون مجرد واجهة لتهدئة مؤقتة يعود بعدها التوتر لأن الأكراد يرون أن هذا الإجراء يحد من استفادتهم من عائدات نفط الإقليم، بحسب تقرير لـ”العرب” اللندنية. 

ونقل التقرير عن المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي هشام الركابي قوله إن التفاهم بين الحكومة العراقية الاتحادية وحكومة إقليم كردستان يسمح بأن تكون إيرادات الإقليم بحساب معلوم وتحت رقابة الحكومة.

وأكد الركابي، في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر، أن “التفاهم العالي وحرص الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان أسفر عنه ما ورد في الموازنة الاتحادية”.

وأضاف “لأول مرة منذ عام 2003 تكون إيرادات نفط الإقليم في حساب معلوم وتحت رقابة الحكومة الاتحادية، وفي ضوء ذلك أُغلِقت الحسابات الأخرى كلها”.

التفاهم العالي وحرص الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان، اسفر عنه ما ورد في الموازنة الاتحادية، اذ لاول مرة منذ ٢٠٠٣ تكون ايرادات نفط الاقليم في حساب معلوم وتحت رقابة الحكومة الاتحادية، وفي ضوء ذلك أُغلِقت الحسابات الاخرى كلها. pic.twitter.com/zSkD8yI5FT

وقد تؤدي هذه الخطوة إلى تحقيق اختراق في الخلاف المستمر منذ فترة طويلة بشأن تقاسم عائدات النفط بين الحكومة الوطنية العراقية وإقليم كردستان، خاصة أن الاتفاق على مدفوعات منتظمة من الموازنة سيساعد حكومة الإقليم على تخفيف تراكم رواتب موظفيها.

وسعى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني منذ تسلمه الحكومة إلى البحث عن تهدئة مع إقليم كردستان، حيث زاره قبل أيام وتحدث عن “اتفاق شامل” لكل القضايا الخلافية بين الإقليم والمركز.

وخلال لقاء مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني أكد السوداني أن الحكومة العراقية تمتلك الإرادة والرغبة الجادة في إنهاء الملفات العالقة بين بغداد وأربيل بشكل جذري، والانتقال إلى أفق واسع من العمل المشترك والفرص الاقتصادية التي تعود بالخير على أبناء شعب كردستان وكل المحافظات.

ودفع السوداني باتجاه تحويل 400 مليار دينار عراقي (308 ملايين دولار) إلى الحكومة الكردية بعد حوالي شهرين من حكم المحكمة الاتحادية العليا بأن أوامر حكومة بغداد بتحويل الأموال إلى حكومة إقليم كردستان لدفع الرواتب في عامي 2021 و2022 غير قانونية لأنها انتهكت قانون الموازنة العراقي.

يشار إلى أن هذا الاتفاق مرتبط بالتفاهم على حصة الأكراد من الموازنة وهو اتفاق لم يلق رضاء كاملا من الإقليم لكن وضعه الداخلي الصعب اقتصاديا دفعه إلى القبول.

وبموجب الدستور العراقي من حق حكومة إقليم كردستان الحصول على جزء من الموازنة الوطنية. لكن هذا النظام انهار في عام 2014، حين سيطر الأكراد على حقول النفط الرئيسية في شمال العراق بكركوك من مقاتلي تنظيم داعش، وبدأوا في بيع الخام من هناك بشكل مستقل.

ويرى المراقبون أن التهدئة السياسية القائمة على الحماس الشخصي من رئيس الوزراء العراقي قد تؤجل الخلافات لكنها لا تحلها، مشيرين إلى أن الخلاف الجوهري يرتبط بأجندة إقليم كردستان التي تنبني على الانفصال وتسعى إلى تهيئة شروطه، وأن رؤيتها لإدارة عائدات النفط تدخل تحت هذه الأجندة، وأنه مهما قدمت الحكومة المركزية من تنازلات فستكون دون انتظارات قادة الإقليم.

ومنذ عام 2003 تختلف بغداد وأربيل على موضوع إدارة الحقول النفطية في الإقليم، حيث تقول بغداد إن الإقليم لا يصرّح بالمبالغ الحقيقية لتصدير النفط، ولا يسلم تلك المبالغ إليها، بينما تقول كردستان إن الصادرات من الحقول النفطية في أراضيها يجب أن تخضع لإدارتها، سواء من ناحية منح التراخيص للاستكشافات الجديدة، أو إدارة الحقول الموجودة أصلا، أو التحكم في الإنتاج والتصدير للوجهات التي تختارها، أو التعاقد على الشراء والتطوير.

وقاد هذا التناقض إلى خلافات كثيرة حسمها قرار المحكمة الاتحادية الذي رفض قانون النفط والغاز في الإقليم واعتبر أنه غير قانوني.

وسبق أن أصدرت المحكمة الاتحادية في العام الماضي قرارا يقضي بعدم دستورية قانون النفط والغاز لحكومة إقليم كردستان الصادر عام 2007، وإلغائه لمخالفته أحكام مواد دستورية، فضلا عن إلزام الإقليم بتسليم الإنتاج النفطي إلى الحكومة الاتحادية.

وفي يناير الماضي زاد التوتر بين بغداد وأربيل بعد أن قضت المحكمة الاتحادية، وهي أعلى هيئة قضائية في العراق، بعدم دستورية إرسال الحكومة مبالغ مالية لتمويل رواتب الموظفين والعاملين في القطاع العام في إقليم كردستان.

واتهم مسعود بارزاني في رسالة مفتوحة إلى الرأي العام المحكمة الاتحادية بتنفيذ أجندات مشبوهة، داعيا الأطراف المكونة لائتلاف إدارة الدولة إلى بيان مواقفها حيال ما وصفه بانتهاكات المحكمة ضد مصالح العراق وإقليم كردستان.

وقال إنه كلما سنحت فرصة لتوفير جو إيجابي بين إقليم كردستان وبغداد، وظهرت بوادر لحلحلة المشاكل، عملت المحكمة الاتحادية فورا على إجهاض ذلك بقرار عدائي، مما أدى إلى تعقيد المشاكل.

المصدر اقتصاد – وكالة تقدم الاخبارية

اترك تعليقا
آخر الأخبار
النيران نزلت من اعلى الى اسفل.. انقاذ 60 نزيلا من حريق فندق بكربلاء ارتفاع معدل القتل في العراق خلال حزيران 50% مقارنة بالأشهر السابقة آب "غير لهاب" هذا العام.. ودرجات ثلاثينية في 4 محافظات غدا هل أرقام "المغادرين والقادمين" تنفي حقيقة اختفاء 50 ألف باكستاني في العراق طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس" طلب مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس" في 2024.. لماذا جواز السفر العراقي في أحسن حالاته منذ 9 سنوات اخر تحديث لأسعار صرف الدولار في العراق اعتقال 9 ارهابيين في 4 محافظات في 2024.. لماذا جواز السفر العراقي في أحسن حالاته منذ 9 سنوات-عاجل القبض على متهم بقتل واصابة 8 اشخاص في الانبار أم وابنتها وثالث "هارب مجهول" يقتلون ضيفهم بسلاح أبيض في السليمانية البدء بجمع الـ50 الفا.. شرطة الرصافة تقبض على 33 باكستانيا بدون تأشيرة في بغداد الإطاحة بـ 5 اشخاص خلال مداهمة شقق مشبوهة شرقي بغداد حملة امنية تنتهي بالقبض على 24 متسولا ومخالفا لشروط الإقامة في بغداد "عين الأسد" تتخذ 3 إجراءات بعد قصفها يوم امس.. مظلة جوية بعمق 10كم استراتيجية أمنية جديدة.. "وكر العيط" اماط اللثام عن "خطر محدق" يختبئ على ضفاف نهر ديالى الأطماع بنينوى وكركوك "اضغاث أحلام".. مغامرة اجتياح شمال العراق "فاتورتها باهظة" على تركيا من تلاعب بإعدادات الموازنة.. إضافة 15 ترليون دينار لمصلحة الشعب ام لـ"جيوب الفاسدين" الأمن الوطني يفكك شبكة تجارة دولية ويضبط 200 ألف حبة من "الكبتاجون" في بغداد استراتيجية أمنية جديدة.. "وكر العيط" اماط اللثام عن "خطر محدق" يختبئ على ضفاف نهر ديالى - عاجل إجرام بغداد تلقي القبض على متهمين اثنين بسرقة الحقائب النسائية الأطماع بنينوى وكركوك "اضغاث أحلام".. مغامرة اجتياح شمال العراق "فاتورتها باهظة" على تركيا - عاجل استقرار معدلات الحرارة بأجواء العراق "اربعينية" مع تصاعد للغبار المعدن الاصفر يتجه لتحقيق مكاسب اسبوعية