كوابيس
حسين جبار محمد
أراهُ للمرّةِ الأولى، غريباً سريعَ الكلام، عمليّ، يبدو أنّهُ من أصحاب السطوة، ملامحهُ مرعبة، يملكُ أكثرَ من شكل.
في ظهورهِ المفاجئِ هذا استفزّ فينا الكثير، ما اعتقدناهُ وماتربينا عليه، يلفّهُ غرورٌ ويتقدّمهُ استعلاء.
يُخبرني على حين غرّةٍ أنَ ماتبقّى قليل وهي مسافةٌ لاتقاس وزمنٌ لايُحَسّ.
يغيّرُ طريقهُ فحأةً ويدُه تمتدّ، يأخذُ أوراقاً بيدي، هاهي يومياتي تُسرَق، بعضِ أحلامٍ مكتوبةٍ تختفي، ذاكرةٌ أنيقة في قراطيس يأخذها، بعضٌ من تاريخٍ محفوظٍ يحرقهُ، يتغيّر تارةً أخرى ويقولُ أوراقك الهائلةِ مجاناً تضيع هكذا يخاطبني، ثروتك لاتحصى ، هكذا يخبرني ثم اكتشف أنّ أعطيني الثمينة بين ما اخذهُ.
هي كنزٌ، دثارُ الصحب بل دثار الجميع.
ماذا يجري ؟
هو يكتب!
شكلٌ لم أعهده ُ، خيرطُ صوفٍ تشكّلُ أعذب الشعر، بل أنا أحاولُ أن أغزلَ منها أجملَ ماتعشقه الأذن وتلذّ العين.
جمالٌ يُطلّ في حين تختفي كتبي وأوراقي وصحفي وكل الأسماء التي عشقناها تتوارى.
صوتُ مذياعٍ يخترق الآفاق بصوتٍ مبهم، لا أحد يفهم، تشويشٌ يلفّ المحيط، كبيرٌ يُقْتَلُ كما قيل ونهرٌ من الدماءِ يجري هذا ما يرويه الناس، سكينٌ حادةٌ تنحرُ من حضر المشهد ، صاحبُ المذياع يموت.
هي جريمةٌ!
من فعلها؟
سرٌّ بتفشّى وموتٌ يتمشّى!
ماذا؟
كابوسٌ أو سرابٌ؟
يختفي صوت المذياع.