“نوروز” تحت عبء الأزمات.. متغيرات متعددة “تنغص” طقوس أكراد العراق

بغداد اليوم – كردستان

يحتفل الملايين من الأكراد والفرس والبشتون والآذريين وغيرهم في 21 آذار من كل عام بعيد نوروز الذي يعني باللغتين الفارسية والكردية “اليوم الجديد”، ويعتبر عيد رأس السنة لدى هذه الأقوام.

وعادة في هذا اليوم، يخرج الأكراد في شمالي العراق وهم يرتدون ملابسهم وزيهم الشعبي، إلى الجبال والمزارع والمناطق السياحية مع عوائلهم ويقيمون حفلات مع الدبكات الكردية، التي تتخللها تحضير الأطعمة المختلفة.

طقوسُ عيدٍ أم ثورة؟

تبدأ طقوس العيد لدى الأكراد في يوم 20 آذار عند الغروب، بإيقاد نار نوروز – وهي عادة ترجع إلى تاريخ سقوط الإمبراطورية الآشورية على يد الميديين (أسلاف الأكراد) على يد كاوا الحداد الذي خرج إلى الجبل وبيده شعلة نار لإرسال إشارة النصر إلى الناس بحسب الرواية الكردية لشرح تاريخ عيد نوروز.

متغيرات “تنغص” إحتفال الأكراد

الأوضاع الاقتصادية التي تتمثل بتأخير الرواتب وارتفاع أسعار المواد الغذائية متغيرات “نغصت” الاحتفال على الكثير من العوائل الكردية بل وحتى العربية منها، للاحتفال بهذا اليوم.

من جهته، قال الأكاديمي الكردي آرام مصطفى، إن “الاحتفالات هذا العام كانت مختصرة وعادية، لأسباب كثيرة يعاني منها الشعب الكردي”.

وأوضح مصطفى في حديث لـ (بغداد اليوم)، أن “أغلب العوائل تعاني من تأخر صرف الرواتب وارتفاع سعر السوق، فضلا عن ارتفاع أجور الوقود والضرائب”.

وأشار إلى أن “هذا الأمر أثر على مشهد الاحتفالات، وجعلها احتفالات عادية، بسبب فشل السلطة والأحزاب الحاكمة التي تلقي الخطابات فقط، دون توفير حياة كريمة للمواطنين”.

تراجع السياحة في “نوروز”

المتحدث باسم هيئة السياحة في الإقليم إبراهيم عبد المجيد، أكد أنه “لا يوجد تراجع في اقبال السائحين من وسط وجنوب العراق الى محافظات الإقليم، ولكن تزامن شهر رمضان وتساقط الأمطار الكثيف، أثر على حجم الإقبال السنوي”.

وأضاف عبد المجيد لـ (بغداد اليوم)، أنه “في كل عام يشهد فصل الربيع إقبالا يصل إلى الآلاف يوميا من المواطنين السياح الذين يدخلون الإقليم، لكن هذا العام ما نزال في بداية فصل الربيع، وتزامن رمضان سيؤثر على الأعداد”.

تراجع واضح في مبيعات الأسواق الكردية

من جانب آخر، اشتكى عدد من التجار في السليمانية من تراجع منسوب مبيعاتهم هذا العام، قياسا بالسنوات السابقة.

حيث لوحظ عدد من التجار تراجعا في مبيعات الملابس الكردية، وسوق الحلويات والمكسرات، على غير العادة التي اعتاد عليها الكرد سنويا، بأن يقمون بخياطة الزي الكردي بشكل سنوي، ويقبلون على شراء الحلويات وتبادلها مع الأشخاص الذين يزورنهم.

ويعتبر نوروز، العيد الوحيد الذي تحتفي به قوميات وأديان وشعوب مختلفة عبر القارات. وهو عطلة رسمية في كثير من البلدان مثل إيران والعراق و قرغيزستان وأذربيجان، كما يُحتفل به في تركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان وكازاخستان ومقدونيا وجنوب القوقاز والقرم ومنطقة البلقان وكشمير وولاية كوجارات الهندية وشمال غرب الصين.

المصدر محليات – وكالة بغداد اليوم الاخبارية