كيف اختار الحلبوسي “التوقيت الخطأ” للدخول في مناكفات مع السوداني

بغداد اليوم –  متابعة

ناقش تقرير صحفي، مدى تأثر التوقيت الذي اختاره رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي للدخول في مناكفات مؤخرا مع رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، على مستقبله السياسي “المتأرجح”.


تنشغل الساحة السياسية في العراق هذه الأيام بالأزمة المستجدة بين رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس 

مجلس النواب محمد الحلبوسي، وسط تساؤلات حول ما إذا كان الحلبوسي أخطأ التوقيت لجهة فتح جبهة مع السوداني.

وتفجرت الأزمة بين الجانبين على خلفية تعمد الحلبوسي التأخير في عرض مشروع الموازنة العامة الذي قدمته حكومة 

السوداني الشهرالماضي، للنقاش تمهيدا للتصويت عليه من قبل النواب.

وفي الوقت الذي كانت فيه الحكومة تنتظر تسريع خطوات إقرار الموازنة المخصصة للأعوام الثلاثة (2023 ـ 2024 ـ 2025)، 

والتي تعدالأضخم في تاريخ العراق الحديث حيث أنها تناهز 153 مليار دولار، قرر الحلبوسي منح نفسه إجازة لمدة أسبوعين.

وهو ما دفع الحكومة إلى إصدار بيان استنكار لهذا التأخير، حاثة رئاسة المجلس (الحلبوسي) والقوى السياسية على ضرورة 

الإسراع في مناقشة المشروع والتصديق عليه. ولم يكتف رئيس الوزراء بذلك بل عمد إلى إرسال إشارات إلى الحلبوسي بشأن فتح ملفات فساد تتعلق بنافذين مقربين منه، في المحافظات التي يسيطر عليها.

وكانت هيئة النزاهة العراقية أعلنت الثلاثاء عن تنفيذها عملية “كبرى واستثنائية” بمديرية التسجيل العقاري في محافظة 

الأنبار غرب العراق أسفرت عن اعتقال مديرها وخمس مسؤولين فيها بتهمة التلاعب والتزوير في أضابير تمليك عشرات الآلاف من الأراضي.

وتحرك السوداني أثار مخاوف لدى رئيس مجلس النواب، الذي عمد إلى الركون إلى التهدئة بينه ورئيس الوزراء، وطلب بعض 

الوساطات لعقدجلسات مع السوداني فكان أن اجتمع الطرفان في منزل رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، لكن ذلك الاجتماع لم يحقق المصالحة المنشودة. واستمرت محاولات الحلبوسي لإنهاء التوتر مع السوداني، فكان أن رعى رئيس المجلس الأعلى للقضاء فائق زيدان في منزله لقاءب ينهما.

وكان رئيس مجلس النواب نفى في وقت سابق أن يكون هناك خلاف بينه وبين رئيس الوزراء وقال في بيان “ننفي ما تداولته 

بعض وسائل التواصل الاجتماعي بشأن وجود وساطات من قيادات سياسية بداعي الصلح بين رئيسي مجلس النواب والوزراء، حيث أنه لا يوجد أي خلاف شخصي يتطلب الوساطة أو المصالحة”.

وتقول أوساط سياسية عراقية إن الحلبوسي كان يسعى من من خلال تأخير عرض الموازنة لنوع من المساومة لاسيما مع 

استشعاره أن رئيس الوزراء ومن خلفه قوى الإطار التنسيقي يسعيان إلى التملص من الاتفاق السياسي الذي جرى بموجبه التوصل إلى تسوية أنهت الأزمة التي شهدتها البلاد لنحو عام وتم على إثرها الإفراج عن التشكيل الحكومي.

ويشمل المنهاج الحكومي الذي يتبنّاه السوداني جملة من الاتّفاقات مع تحالف السيادة السني، أبرزها إصدار قانون العفو 

العام، وإلغاء التدقيق الأمني في المحافظات الغربية والشمالية، والذي يُعتبر مصدر قلق للأهالي، وإعادة نازحي ناحية جرف الصخر شمالي محافظة بابل.

وكان مجلس النواب أقر في العام 2016 قانون العفو العام، بعد مطالبات ملحة من المكون السني، لكن بعض الكتل السياسية اعترضت علىحذف بعض بنود القانون وفقراته المتعلّقة بمراجعة ملفّ المحكومين وظروف اعتقالهم.

وخلال الفترة من عام 2006 إلى عام 2014، اعتُقل الآلاف من المدنيين، في المناطق السنية، بالاستناد إلى وشايات من مخبرين سرّيين أوبانتزاع اعترافات منهم تحت التعذيب، ومن ثمّ إدانتهم بالانتماء إلى خلايا تنظيم داعش. وقد طالب الحلبوسي بضرورة أن يتم تفعيل قانون العفو العام خلال شهر رمضان لكن هذه المطالب قوبلت برفض وصد من القوى الشيعية.

ويشير البعض إلى أنه إلى جانب مسألة العفو العام وإعادة النازحين فإن الحلبوسي يضغط أيضا باتجاه اتفاق مماثل لذلك 

الذي جرى بين الحكومة الاتحادية وأربيل بشأن حصة الأكراد من الموازنة العامة والتي تقدر بنحو 12.67 في المئة، أي بما يقارب الـ16 تريليون دينار (أكثرمن 12 مليار دولار). ويلفت هؤلاء إلى أن الحلبوسي يطالب بمبلغ قريب من ذلك تحت يافطة مخصصات “المحافظات المحررة”، يتولى هوالإشراف عليها.

وتلفت الأوساط إلى أن الحلبوسي كان يعتقد أن خطوته بالمماطلة في عرض الموازنة قد تشكل حالة ضغط على السوداني 

وحلفه الشيعي لكنها أتت على ما يبدو بنتائج عكسية، وعزّزت موقف بعض قوى الإطار وفي مقدمتهم ائتلاف دولة القانون الذي يرى بأن الوقت حان للتخلص من صداع رئيس مجلس النواب، لاسيما وأن البيئة السنية باتت مهيأة لهذه الخطوة، مع اتساع قاعدة الرافضين للأخير.

ويواجه الحلبوسي حالة من الرفض المتصاعد في المحافظات السنية، وسط دعوات مكثفة للمطالبة بعزله عن منصب رئاسة البرلمان، ويقول مراقبون إن رئيس مجلس النواب يبدو أنه أخطأ التقدير بالاحتكاك مع السوداني في هذا التوقيت، حيث أن الكثير يتربص بأيّ خطوة للانقضاض عليه، خصوصا مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات، التي ستعيد ترتيب مواطن النفوذ داخل الحكومات المحلية.

المصدر سياسة – وكالة بغداد اليوم الاخبارية

اترك تعليقا
آخر الأخبار
سكان دربندخان الكردية 16 عاما من استخدام المياه الملوثة في انتظار مشروع تنقية لا يكتمل ! داخل عيادته كاميرا سرية.. القبض على منتحل صفة طبيب تجميل في بغداد هيئة الاتصالات تعلن ضوابط جديدة لبيع وتداول الأجهزة السلكية واللاسلكية تغييرات في شمال ووسط البلاد.. ملخص طقس العراق غدا الثلاثاء بعد عام على انهيار صفقته.. ما أهمية عقد المنصورية الغازي الذي وقع اليوم المركزي يفتح فروعا لمصرفي الرشيد والرافدين امام الحجاج لتصريف الدولار تغييرات في شمال ووسط البلاد.. ملخص طقس العراق غدا الثلاثاء - عاجل تكليف جميل الشمري معاونا لرئيس أركان الجيش للعمليات العمل تكشف 250 ألف متجاوز في رواتب الحماية المالية النيابية تخطط لاستضافة مسؤولي البنك المركزي بسبب "دولار الحجاج" وزير العدل واللجنة الوطنية لكتابة التقارير الدولية يناقشان تقرير العراق الخاص باتفاقية القضاء على التمييز العنصري "أرقام مفزعة".. الكشف عن ربع مليون متجاوز على رواتب الحماية تعطيل الدوام الرسمي في العراق لمدة 9 أيام الشهر المقبل إحباط دخول شاحنة بتصريح أمني مزيف لمنشأة نفطية في البصرة النزاهة تصدر أوامر قبض بحق 12 موظفا بصحة ديالى توجيه من الصحة بشأن مرض ارتفاع الدم والسكري النزاهة: أوامر قبض واستقدام بحق (12) موظفا بدائرة صحة ديالى طقس العراق.. إرتفاع درجات الحرارة وزخات مطر خفيفة الأيام المقبلة مصرف الرشيد يطلق وجبة من القروض لدعم الخريجين والباحثين عن فرصة عمل العراق يوقع عقدا بـ"الاحرف الأولى" مع "جيرا وبتروعراق" الصينيتين لتطوير حقل المنصورية الرشيد: إطلاق وجبة من القروض لدعم الخريجين والباحثين عن فرصة عمل العامري يعزي الخامنئي وإيران باستشهاد الرئيس رئيسي ورفاقه النفط تعلن توقيع عقد بـ"الاحرف الأولى" مع "جيرا وبتروعراق" الصينيتين لتطوير حقل المنصورية الغازي هل تهدد "هيمنة الدولار" الاقتصاد العالمي البرلمان ينشر جدول أعمال جلسة الأربعاء المقبل دون فقرة اختيار الرئيس