عيد المرأة بعيون المرأة
حنان الشمري
كل عام ونحن الخير
وإختاروا يوما وجعلوه لي عيدا. الآن وقد تذكروا، وأنا الشمعة المحترقة منذ أمد بعيدا أنا من صهرت نفسي ليكون غيري سعيدا جاءني غاضبا معاتبا متجهم الوجه.. سألته مابك.. قال وبلهجة ملؤها السخرية والاستهجان والاستصغار… إن هذا لزمن عجيب.. إذ جعلوا للمرأة يوما وعيدا.. هكذا تكلم قالها وهو يهز بيده.. فاستحضرتني تلك المحاورة التي جرت في فلم الرسالة بين جعفر الطيار و عمرو بن العاص حينما حاول عمرو أن يقلل من شان المراة.. لأن الله تعالى قد أصفهان وذكرها بآيات محكمات في قرانه الكريم فرد عليه جعفر ( أتمتهن المرأة التي حملتك في بطنها خلقا من بعد خلق وأرضعتك وسهرت عليك حتى بلغت أشدك ياعمرو) كذلك أحببت ان أجيبه وارد على استهزاءه.. لكني تأنيت لأختار الجواب المناسب… فالأمر لايعنيني انا شخصيا فقط .. إنما الأمر معني برؤية واسعة وسوء نظرة أمدها مئات الأعوام.. فاستوقفته وقلت له.. من فضلك إذا سمحت ممكن استقطع جزءا من وقتك يا من تعاليت علي بجنسك.. ومن دون حق فرضت علي سطوتك.. ساعرفك واخبرك شيء عني وعن المخلوق التي أنت تمتهنها وتستصغرها بكلمات لعلها تفيق من نام على أفكار وأحلام خطت حروفها وهم الجاهلية.. فأنا التي لولاها لما كنت انت أو كان غيرك وكنت نسيا منسيا ولم يسمع منك ذكرا.. وإن أحببت ان تعرفني فاذهب إلى الشمس فسألها عن سبب إشراقها فإن أجابتك أجيبك أنا.. بأني كالشمس في إشراقها أملأ الدنيا نورا بضيائي ووهبت الكون كله دفئا وحنانا باحضاني.. واذهب إلى الأرض التي أنت تقف عليها واسألها عن سبب عطائها.. فأنا كالأرض بعطائي.. الجبال اولادي والبحار والأنهار بناتي.. ومني خرجت وإلي تعود تارة أخرى… هكذا أنا حملتك في بطني دون كلل ام ملل.. ووضعتك وأرضعتك وسهرت وربيت حتى وقفت أمامي انت واشباهك لتستصغر جهدي وتعبي.. وانا كالهواء الذي تتنفسه وتنتعش بنسماته ومن دونه لا تحيا… وأنا كالمطر ألذي ينزل ليرويك وتخضر به حياتك.. أنت لست رجلا إن لم أكن انا إمرأة.. فلولاي لكنت انت الآن تحمل اسم لغير صفة.. أنا المرأة.. انا من كرمني ربي حين خلد إسمي في كتابه الكريم مابين سورة النساء وسورة مريم وذكرني نبي الرحمة والمغفرة صلى الله عليه وسلم حين قال في أحاديث كثيرة له ( الله الله في النساء ) ( ماأكرمهن إلا كريم وما اهانهن إلا لئيم ) ( اتقوا الله في النساء ) ( رفقا بالقوارير ) ( الجنة تحت أقدام الأمهات ) (امك ثم أمك ثم امك ثم إياك ) .. أتريد أكثر بعد حتى أزيدك بعد .. ألست انا الأم والأخت والابنة.. أو لست انا الطبية والمهندسة والوزيرة والملكة والسلطانه والعاملة والملاحة وغيرها وغيرها..وبأي شيء تجدني..انا الأساس.. انا الأصل.. انا لست نصف المجتمع انا ثلاثة ارباعه إن لم أكن كله.. …….. أنا التي تحت اقدامي دانت الجنان………… أنا الحب انا الراحة انا الأمان …………….. …….انا السكن انا السكون ورمز الحنان………………….. انا التي تجيد من كل شيء صنعه.. أشكالا وألوان…………………. انا التي لي في كل موقف وقفة.. وفي كل محفل لي شان
المصدر مقالات وبحوث – جريدة جدار الالكترونية