تقرير: السوداني يختبر القوى السياسية بعزمه على تعديل حكومته

سلط تقرير صحفي، الضوء على التعديل الوزاري الذي يعتزم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إجراءه

وقال التقرير الذي نشرته صحيفة “الشرق الأوسط ان ” “تصريحان لافتان أمس في العاصمة العراقية بغداد: الأول لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، والآخر لوزير خارجيته فؤاد حسين. السوداني وفي سياق حوار متلفز لقناة الأولى الفضائية عرضته أمس، وفي سياق سؤاله عن التعديل الوزاري الذي يروم إجراءه بعد نهاية فترة الستة شهور المحددة لتقييم الوزراء والمحافظين، قال: لن أجامل أي زعيم أو حزب بالتعديل الوزاري، ومن يريد أن يرفض فليرفض”.

وأضاف، “أما تصريح وزير الخارجية فؤاد حسين الذي يخص السوداني أيضاً، فقوله: إن رئيس الوزراء ليس مهتماً بقضية السفر إلى واشنطن خلال المرحلة المقبلة، لانشغاله في قضايا داخلية، مضيفاً أن السوداني متفرغ للداخل العراقي، وليس شرطاً أن يزور واشنطن، ولا توجد أي أجندات لزيارة قريبة لواشنطن، على الرغم من نجاح العراق في تطوير العلاقات مع جميع دول الجوار. وأكد أن استقلالية القرار العراقي تزداد في كل مرحلة، وتشكيل الحكومة الحالية كان نتيجة لاستقلاليته”.

 

تالياً نص التقرير:

 

حسين، رداً على انتقادات كان وجهها زعيم «دولة القانون» ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بشأن تحركات السفيرة الأميركية إلينا رومانسكي، التي تبدو الأكثر نشاطاً وحيوية بالقياس إلى كل من سبقها من سفراء أميركا لدى العراق، والتي عدها المالكي متجاوزة للحدود، قال إنه «أخطر السفيرة بمضمون ما قاله المالكي عنها».

العاصمة العراقية بغداد التي تعيش حالة من الهدوء هي الأطول من نوعها، لا أحد يعرف حتى الآن على وجه التحديد إن كان هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة أم يمثل حالة استقرار سوف تُكتب لها الديمومة في ظل الخطوات الميدانية ذات الطابع الإصلاحي التي يقوم بها السوداني.

وعلى الرغم من أن السوداني قام فور توليه منصبه بعدة زيارات لدول عربية وإقليمية وعواصم أوروبية، فإنه على عكس معظم أسلافه -إن لم يكن كلهم- لم يشد الرحال إلى واشنطن. مع ذلك تبدو العلاقات طبيعية؛ بل تشهد مديات تطور لافتة؛ خصوصاً من خلال تعديل وضع الدولار الأميركي مقابل الدينار العراقي؛ وذلك بعد الوفد الذي أرسله السوداني إلى واشنطن؛ حيث بدأ الدينار العراقي يتعافى أمام الدولار الذي بات يسجل انخفاضاً ملحوظاً. وبينما لعب على الوتر العاطفي لقضية الدولار كثير من القوى السياسية ورجال الأعمال أمام الجمهور، وأريد من خلالها نصب فخ للسوداني في أول أيام تسلّمه منصبه، تمكن رئيس الوزراء من اجتياز تحدي الدولار لينتقل إلى تحدي شركائه وحلفائه بقصة التعديل الوزاري. ففي الوقت الذي أعلن فيه السوداني أنه قرر منح الكوادر الوسطى والعليا في حكومته (مدراء عامون ومحافظون ووزراء) مدداً للتقييم، سعت الكتل السياسية إلى تجاهل ذلك، على الرغم من أن السوداني اضطر إلى تكراره أكثر من مرة معتمداً في التقييم على طبيعة الأداء وقدرة كل المسؤولين -لا سيما الوزراء والمحافظون- على أداء مهماتهم على أحسن وجه، ومحاربة الفساد في وزاراتهم ومحافظاتهم وتنفيذ البرنامج الحكومي. وبعد أن بدا أن السوداني مُصر على تنفيذ ما وعد به بعد مضي فترة الستة شهور التي أوشكت على الانتهاء، والتي يراها السوداني كافية لتقييم الأداء، بدأت بعض القوى السياسية تبحث عن قضايا جانبية، مثل القول إنه لا يوجد خلاف بينها وبين السوداني، على الرغم من أن أياً من تلك القوى، وفي المقدمة منها ائتلاف «إدارة الدولة» الذي يقف خلف تشكيل هذه الحكومة، لم تعلن تأييدها لعزم السوداني إجراء مثل هذا التعديل.

الأخبار المتواترة تتحدث عن إمكانية تغيير 5 وزراء و4 محافظين على الأقل خلال الأيام المقبلة. وما دامت القوى السياسية لم «تشم» رائحة المشمولين من المطبخ السري لرئيس الوزراء الذي يتولى عملية التقييم، فإن أياً منها لا تريد رفع وتيرة التحدي أو الاعتراض؛ حيث إن القرار النهائي هو بيد البرلمان الذي يتعين عليه التصويت على أي وزير أو محافظ يطلب رئيس الوزراء تغييره. لكن رئيس الوزراء هو الذي بدا أنه رفع وتيرة التحدي، عبر إعلانه أن لن يجامل أي زعيم أو حزب. ليس هذا فقط، فإن قوله: «إن من يريد أن يرفض فليرفض» يعني أن الرجل مستعد للمضي إلى نهاية الشوط، وهو ما قد يجعل القوى السياسية، من وجهة نظر المراقبين والمتابعين، ترضخ لما يريده السوداني، من منطلق أن التضحية بوزير أفضل من مواجهة غير محسوبة العواقب.

السوداني الذي اتخذ قرار إجراء تعديل وزاري في حكومته بعد 6 شهور على تشكيلها، كسر قاعدة كانت ذهبية سارت عليها كل الحكومات التي سبقته، وهي عدم «تحرش» رئيس الوزراء بأي وزير، ما دام الوزير مرشحاً من كتلة يرى أنها في النهاية أكبر من رئيس الوزراء. وليس سراً أن بعض الوزراء في معظم الحكومات السابقة كانوا يعتبرون أنفسهم أكبر من رئيس الوزراء. هذه القاعدة التي كسرها السوداني تمثل أول تحدٍّ من نوع جديد بين رئيس الوزراء والقوى السياسية التي لا تريد في النهاية أي رئيس حكومة «يتمرد» عليها. لكن ما يريد السوداني القيام به هو تعديل مسار الدولة نحو الإصلاح وتنفيذ المشروعات، وهو يتطلب وزراء قادرين على الأداء، وبالتالي فإنه في الوقت الذي يملك فيه حجة كبيرة في تبرير التعديل الوزاري، فإن القوى السياسية هي في موقف ليس قوياً، ما دام رئيس الوزراء يقوم بواجبه طبقاً للبرنامج الذي صوتت عليه القوى السياسية ذاتها في البرلمان.

 

المصدر سياسية – وكالة تقدم الاخبارية

اترك تعليقا
آخر الأخبار
الإدارة البدائية للنفايات والمخلفات الطبية في بغداد.. خطر آخر يهدد السكان اجتماع أمني ثلاثي رفيع يدعو لتنفيذ عمليات أمنية في مناطق الفراغ الأمني المرور: تغيير اوقات الدوام أثبت نجاحه في تخفيف الزخم المروري المرور تنوه لقطع جزئي بالشارع الخدمي لزيونة أسفل جسر الإعاشة للإكساء نائب: لا استثناءات في مسك الحدود.. العلم العراقي يرفرف بـ 16 قاطعا نائب: لا استثناءات في مسك الحدود.. العلم العراقي يرفرف بـ 16 قاطعا - عاجل بحضور 258 نائبا.. مجلس النواب يباشر الآن بإجراءات انتخاب رئيسه السوداني يترأس اجتماعا لمجلس الاستخبارات الوطني البرلمان يباشر بعملية الفرز والعد لإنتخاب رئيس مجلس النواب رسميا.. إعلان أسماء المرشحين لرئاسة مجلس النواب السوداني يوجه بإزالة التجاوزات أمام مشروع جسر غزة حمرين والعظيم.. أوامر عليا بتحديث خطط حماية أهم سدود شرق العراق ارتفاع الدين الداخلي الى 79 ترليونا في 2024.. ما علاقة الانفاق والقروض سعر الفضة يرتفع الى أعلى مستوى له منذ أكثر من عقد خلال ساعات من الجريمة.. القبض على متهم قتل والده المنتسب في الداخلية السوداني يتابع ميدانيا سير الأعمال التنفيذية في مشروع جسر غزة للمرة الاولى في العراق.." فصائل الدم النادرة" على لائحة "الخطوط الساخنة"- عاجل بينهم حالة حرجة.. أربعة مصابين بحادث سير على طريق ديوانية بابل (صور) مقتل منتسب بالداخلية على يد "ابنه" في منطقة الحسينية شمال بغداد السوداني يوافق على دعم الحجاج بمبلغ 39 مليار دينار لتقليل تكلفة الحج تكليف حسين فاضل المالكي برئاسة اتحاد مقاولي البصرة.. وثيقة البرلمان يؤجل انعقاد جلسته نصف ساعة لعدم اكتمال النصاب القبض على سبعة مسافرين بحوزتهم مواد مخدرة في ثلاث محافظات بعد طلب من الانتربول.. تفاصيل تسليم أحد مهربي البشر بالاقليم الى السلطات الأوربية التربية تعلن نجاح امتحانات السادس الابتدائي