في البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله. والحق يقال إن الكلمة الله.
حين تتعفف الروح عن الماديات والأرقام يحار الحبر كيف يتكوّن كلمات ربانيّة بالعرفان وعبارات شكر..
فبالتعفف ترتفع القلوب إلى علوٍّ بلا أقيسة. وبالعرفان تسود بصمة فريدة مضيئة أبد الدهور..
وأجلّ العرفان ذاك الذي يبذله إنسان تطوّعاً من تلقاء ذاته أو استجابة عندما يستغيثه محتاج أو محتاجة.
ويبقى معناه منغرساً في تربة الروح سنديانة دهور في ذرى حرمون أو أرزة عتيّة على الزوال في قمم صنين.
***
في 24 كانون الأول 2018 أصيبت والدتي بعارض في المنزل أدّى إلى كسر في ورك عندها، اضطررنا لنقلها إلى مشفى راشيا وإجراء عملية جراحية ناجحة لها. وبعد أيام أعدناها إلى المنزل.
في المشفى كانت حولها ملائكة رحمة بذلن كل جهد وعناية. ولما عادت إلى المنزل كانت تلزمها عناية مشدّدة أيضاً بعضها لا يتقنه إلا مسعف او مسعفة. وعندنا في حالة المرحومة والدتي كانت الحاجة إلى الاثنين معاً.
لبّى نداءنا الصديق المسعف باسل شمس الدين ناجي والصديقة الممرّضة هلا فؤاد زوين. بقيا على تواصل واهتمام شبه يوميّ مع المرحومة والدتي ملكة قاسم نصرالدين طيلة 3 أشهر حتى استفقدها الله مساء الأربعاء في 27 آذار 2019.
لأيدي المسعفَيْن الغاليين هلا وباسل العافية والصحة واليُسر والبركة وأطال الله بعمريهما وبأعمار من يحبّون.
****
منذ فترة قرأت على حساب الصديقة الفاضلة هلا زوين في فيسبوك تشكر المساهمين في تغطية كلفة عملية جراحيّة. سألتها على الخاص لم تصلني إجابة. مرت أيام طويلة حتى صادفتها متصلة البارحة فكررت السؤال. أخبرتني أنها أجرت عمليّة منذ حوالى 5 أسابيع وما زالت قيد العلاج في المنزل وتلزمها حوالى 3 أشهر لتتمكن من الخروج والالتحاق بعملها.
****
استأذنتْ هلا بالكتابة للتهنئة على طريقتي. والتنويه بفضلها ودورها المعطاء مع أسرتي، ونحن نموذج من نماذج كثيرة لا نعرفها عن فضل يديها ومحبتها وتضحيتها مع الناس.
محظوظة راشيا الوادي بقلب هلا وبأن تكون من بناتها اللامعات خبرة وعطاء وسلوكاً وانتماء. ومحظوظون أن نكون في حاجة للمسة هذه اليد المباركة وهذا القلب النابض بالبذل بلا حساب.
ولا شيء يمكن أن يفي هذه اليد وهذا القلب، بالمال أو الأرقام التي تفني قلوب عبيد المال والجاه والمناصب والمظاهر الفاخرة.. فيطمعون للمزيد منها لتستلب منهم إنسانيّتهم القتيلة.
****
لـ هلا كل الدعم. ولديها ما يفيض منه إيماناً وعزماً وحباً للحياة. بخاصة عندما يكون النبل موسوماً باسم هلا فؤاد زوين.. وعلينا نحن وعلى مَن كنت تبذلين عمرك وعلمك وخبرتك في سبيل عافيتهم وشفائهم واجب الوفاء من أهل الوفاء لأهل العطاء…
لبسمتك كل الضوء.. وعافيتك استحقاق من ربّ كريم.
إضغط هنا للأطلاع على مصدر الخبر في haramoon – مجلة حرمون