الطيبة فوق نار هادئة
الكاتبة : امةالله جاسم محمد
بالعقل نبدأ وبالحكمة نتسلح …
لا تكثر الكلام مع مَنْ لا يستحق، ووفر لنفسك فسحة من راحة النفس وتجنب ألسنتهم، فالنصيحة قد تتحول الى انتقاص للذات، حينها سوف يختفي كل النقاء من بين سطور حديثك، وتترجم بطريقة خاطئة ومريضة مثل عقولهم.
هناك حكمة تقول: الأسلوب زهرة لا تنبت في كل الحدائق، وكذلك هي خصلة لا يمتلكها كثير من الناس، والحقيقة أن تعقيدات الحياة، أوجدت حوارات من السجال العقيم، والترهل الزائد في السلوك والإلحاح، وأيضاً الإدعاءات الزائفة لبعض المدعين، من أجل أن يحظوا بما يشتهون، بعيداً عن إصطلاحات التباهي بكبريائهم المزيف، الذي لا يغني من جوع.
إن العمل الجاد والدؤوب من أجل بلورت شخصيتنا للاندماج داخل المجتمع العراقي، أمر ليس بالشيء البسيط، نحن مجتمع يصعب ارضاءه، لكون اغلبهم متصلب في المواقف يخاطر بكل ما يملك من اجل اثبات وجهة نظره حتى لو كانت خاطئة، وهذا يدفعنا للمزيد من اليأس والإحباط تجاه مَنْ اتخذناهم عزوة وقدوة لنا، حينها سوف يلقي بظلاله على ايماننا بأنفسنا، وتهتز الثقة التي بنيتها من خلال العشرة والتواصل والاخوة والمحبة على السواء.
لا تكون طيبا فيطمع بك الخبيث، واختر كلماتك بحذر لأن حسن النية لدى البعض تعتبر ضعف، ومثل هؤلاء تجنبهم وتسلح بالصمت والتجاهل، وكن ذكياً حذقاً وابتعد عنهم، حتى لا يعكروا صفاء روحك، أو قد تتشوه الصورة الجميلة التي رسمتها في مخيلتك، لأن الحياة عبارة عن مدرسة نتعلم منها كل يوم دروس جديدة تنفعنا، واتمنى أن تكون طالبا مجتهدا في مدرسة الحياة، وتخطو خطواتك الاولى نحو قيادة نفسك الى جادة الصواب.
محاكمة الضمير، وفصول الندم العميق، باتت غائبة في وقتنا هذا، لأن أغلبهم يؤمنون، بأن رأيهم دائما على صواب، واما الرأي الاخر فهو مخطئ ما دام يعارض فكره ومنطقه، حينها تفقد الإنسانية رونقها، وتجد بعضهم يتعاملون، بمقاييس حب الذات وحب الأنا كن حذراً، أما الحقيقة والصدق تخفت فليس كل ما يقال، يدخل في عالم الصدق والتصديق، فتجد أن الطيبة في زماننا تطبخ على نار هادئة فتجنب المبالغة في اظهار ما بداخلك.
آخر الكلام .. نصيحتي تنتهي لهذا اليوم والقادم أفضل.
إضغط هنا للأطلاع على مصدر الخبر في مقالات وبحوث – جريدة جدار الالكترونية