زلازل….تدمى القلوب !!!
أيمان عبد الملك / لبنان
الوضع المأساوي الذي يعيشه عالمنا العربي لم يأت بشكل مفاجىء ،بل نتيجة الاوضاع التي مرت بها المنطقة،وهي محصلة مسلسل طويل من الانتهاكات للثوابت العربية وعلى مدى أكثر من ستة عقود وأدت إلى ما نحن فيه اليوم من مآسي وكوارث ،فغياب الديمقراطية وتمادي الانظمة العربية في استبدادها لشعوبها والانتماءات المذهبية والطائفية وتفضيلها على الهوية العربية وثورات الربيع العربي الفاشلة كلها أدت إلى تفكيك دولنا وتركها تتخبط وسط الفوضى والحرمان.
ليأتي الزلزال المدمر في سوريا وتركيا في ظل ظروف اقتصادية ” تحت ضغط قانون قيصر الظالم” وظروف مناخية سيئة وقاسية ،تشكل أزمة انسانية عالمية تستدعي تدخلا” دولية وتحركا” عربيا” واسع النطاق على المستويين الشعبي والحكومي خصوصا أن هناك مئات من الأشخاص لا زالوا تحت الانقاض،من هنا على الجميع احترام حرمة المأساة وتكريس الجهود لمساندة الضحايا والمشردين.
ما من أمر يخفف من آلام المنكوبين في سورية الذين ضربهم الزلزال المروع مع اشقائهم في تركيا سوى أن يروا اتساع حملات التضامن العربي والإنساني في مواجهة هذه الكارثة الكبرى وأن تتم ترجمة هذا التضامن بخطوات سياسية ودبلوماسية وقانونية تزيح عنهم كابوس الحصار .
تحية خالصة من القلب لكل الجهود والمبادرات الشعبية والرسمية العربية والدولية لكل من شارك في أعمال الإغاثة للشعبين السوري والتركي نتيجة الزلزال الذي تسبب بسقوط آلاف القتلى والجرحى والمفقودين والمشردين ولنترحم على الضحايا ونرفع الصوت عاليا لرفع الحصار الجائر عن سورية ومواجهة تداعيات هذه الكارثة التي ألمت بمناطق تعاني أصلا من آثار الحرب السورية منذ أكثر من عشر سنوات ، فسورية بأمس الحاجة اليوم إلى رفع الحصار الأميركي الجائر عليها كي تصلها المساعدات والإغاثة فضلا عن تحرير ثرواتها النفطية والغذائية وبالأخص بعد هذه الكارثة الطبيعية المرعبة .
المصدر مقالات وبحوث – جريدة جدار الالكترونية