هل يمكن تصفية مراكز القوى في العراق؟
عدنان أبوزيد
تتعجّل الثورات في العالم، تصفية مراكز القوى، بعد نجاحها في مسك السلطة، والتأريخ يوثّق أمثلة جاهزة على قوة الحسم، من الثورة البلشفية إلى الصينية وحكم عبد الناصر، وحقبة صدام حسين.
وفي إيران المجاورة للعراق، والمثال الأقرب تاريخيا، فان مؤسس الجمهورية الإسلامية، تعامل بصرامة مع الزعامات الفرعية ووأدها بلا هوادة، مجنبا بلاده الصراعات العرقية والدينية والسياسية، فكان نجاحا واضحا.
٠٠
وفي الديمقراطيات الناضجة، تذوب مراكز القوى في الدولة والقانون. وفي الدول الحديثة العهد بها، يتشظى الصف، وتتصادم الزعامات المحلية، على السلطة والثروة، مقسمة البلاد إلى اقطاعيات، وكانتونات.
٠٠
العراق يعج بمراكز القوى التي تريد سحب مسارات الدولة إلى مصالحها الخاصة، وسوف يؤدي ذلك إلى تدمير النظام، إذا ما استمرت الفرعيات تطبق بفكوكها، على السلطات والموارد .
٠٠
لا تنفع الازاحة العنفية لمراكز القوى بالعراق المتعدد الطوائف، والمناطقيات، لكن يتوجب خارطة طريق لإيقاف زحفها على الدولة، و تحديد دورها وتنظيمها.
المصدر مقالات وبحوث – جريدة جدار الالكترونية