شخصية من بلادي. عباس جميل

#شخصية من بلادي. 877
عباس جميل

الفنان عباس جميل ، ولد في محلة سراج الدين بمنطقة باب الشيخ وسط بغداد عام 1921، تأثر بالمقام العراقي وبرواد الموسيقى العربية ، اكمل دراسته الاكاديمية للموسيقى في معهد الفنون الجميلة.
* يعتبر من رواد الأغنية العراقية الشعبية التي بدأت في سنوات الخمسينيات من القرن العشرين مع مجموعة من الفنانين الكبار أمثال أحمد الخليل وجميل سليم ورضا علي ويحيىٰ حمدي وداود العاني ، يمتلك تاريخاً فنياً حافلاً بالألحان الخالدة على أمتداد أكثر من نصف قرن قدم فيها أجمل ما يمكن إلى الذائقة العراقية ، أتسمت ألحانه بطابعها المحلي البغدادي الأصيل
* أول من فتح له الطريق في مشروعه الفني ومنذ البداية رئيس الوزراء نوري السعيد عندما توسم فيه الموهبة الموسيقيه فقرر بنقل خدماته من الكلية العسكرية التي كان مدرباً عسكرياً فيها إلى موسيقى الجيش ، لكن الموسيقار البريطاني الميجور (سي نيل) وهو الخبير الموسيقي والعسكري والذي تولى مسؤولية تدريب جوق الموسيقى العسكرية (المقر العام في بغداد) آنذاك، أعتذر عن قبول عباس جميل في ضمه إلى الفرقة برغم موهبته لأنه وجد فتحة بين أسنانه الأمامية ، لكن الباشا (نوري سعيد) لم يخيب ظن المبدع العراقي الكبير فأقترح عليه التقاعد برتبه أعلى حتى يتفرغ لفنه الراقي لأن الجيش يتطلب القسوة والخشونة أما أوتار عوده فأنها تحرك شرايين القلب وتسحر الناس ، فرح الفنان عباس جميل من كل قلبه بقرار الباشا نوري سعيد والذي كان عازفاً هو الآخر رغم دهائه السياسي، فهذا القرار سوف يغير مجرى حياته والى الأبد لأنه سوف يتفرغ لإبداعه وموهبته الموسيقية
* بدأت دراسته الموسيقية العلمية على يد الموسيقار ( روحي الخماش ) وعلى مدى سنتين ، تعلم فيها اصول كتابة النوتة الموسيقية واصول العزف على الة العود ، ثم تتلمذ على يد ابرز مدرسي المقامات العراقية في بغداد هما الاستاذان ( حسن خيوكة وعبد الهادي البياتي )
* دخل معهد الفنون الجميلة للسنة الدراسية ( 1950- 1951 ) فدرس على يد الأستاذ ( سلمان شكر ، والأستاذ المرحوم منير بشير ) ، وتخرج بدرجة شرف
* عين بعدها معلما للنشيد في احدى المدارس الابتدائية ، في هذه المرحلة بدأ التلحين، وبعد نجاح التجربة الأولى التي لحن فيها للمطربة زهور حسين ( اخاف احجي وعلي الناس يكولون )
* تعرف عباس جميل على زهور حسين عام 1952 في دار الإذاعة وشكل معها ثنائياً متميزاً وغنت من ألحانه أغنيات ظلت عالقة في الذاكرة من بينها:
– آني اللي أريد أحجي
– غريبة من بعد عينج يا يمه
– يم عيون حراكه
– جيت لأهل الهوى
– هله وكل الهله
* اما وحيدة خليل فان صوتها يمثل الاغنية الريفية الصحيحة ، فلحن لها
– اغنية ( على بالي ابد ما جان فركاك ) وكانت هذه اول اغنية لحنتها للمطربة الريفيه وحيده خليل وبداية التعاون معها.
– اغنية ( جاوين اهلنه )
– أغنية ( عين بعين على الشاطئ تلاكينه )
– اغنية ( عليمن يا قلب تعتب عليمن )
* اما عفيفة اسكندر لحن لها اغاني خفيفة الظل وكان لها وقع في قلوب الناس ، فقد لحن ها
– أغنية ( لا تمشي ورا اللي يضحكك )
– أغنية ( على عنادك لحبهم )
– اغنية ( أحرك أفادك )
* اما سليمة مراد فأنه يمثل اللهجة البغدادية الاصيلة فلحن لها أغنية ( يايمه ثاري هواي )
* كانت اول تجربة له في مجال تلحين الأغنية الريفية، هي أغنية لداخل حسن عنوانها ( يا طبيب صواب دلالي كلف )
يا طبيب صواب دلالي كلف,
لا تلجمه بحطة السماعة.
بعد دقات القلب ما تنعرف
تنقطع ما بين ساعة و ساعة
يا طبيب صواب دلالي كلف
يا طبيب دواي ما أظن ينعرف
يا طبيب جرح لبكلبي بألف
جرح زاد على الجروح اوجاعه
ياطبيب بسهم محبوبي انصبت
والسهم جتال منه تعذبت
آه واويلاه من جرحي صحت
صكط كلبي ولا تهزله ضلاعه.
يا طبيب شلون علة علتي
يا طبيبي دوم تهل دمعتي
علمت دوح الحمام لونتي
اخذ طبعي وصار نوح طباعة
* المطربة مائدة فلحن لها اول اغانيها للسينما في فلم “الدكتور حسن” حيث حققت نجاحا كبيرا وبشكل سريع للغاية، وكانت الاغنية ( جاني من حسن مكتوب وياها الفرح مصحوب )
* شارك في فيلم (الدكتور حسن – عام 1954) وغنى فيه أغنية (شباب الريف) كلمات حماده الخزعلي ومن ألحانه.
* عام 1965 نهض الفنان الجميل الرائع نهضة جديدةً أخرى باعذب وأجمل الألحان العراقية الأصيله فلحن لمطربين عرب وعراقيين كبار أمثال
– (سميره توفيق وسلامه من لبنان ونهاوند ونزهت يونس من سوريا، ليلى عبد العزيز وعباس البدري من الكويت وليلى حلمي من مصر)
– مطربات عراقيات أمثال (أنصاف منير، نرجس شوقي، لميعه توفيق، عزيمه توفيق، وحيدة خليل، عفيفه اسكندر، مائده نزهت وأحلام وهبي)
– المطربين العراقيين فقد لحن لكل من ( داخل حسن وحضيري أبو عزيز )
– لحن العديد من الأغاني التراثية والشعبية العاطفية والوطنيه ، حيث رصيده أكثر من (400) أغنية (بغدادية وريفيه)، كانت لزهور حسين أكثر من (60) أغنية.
* أشتهرت له أغنيه غنتها الأجيال لسنوات طويله وخاصة في مناسبة زيارة (مدينة المدائن _ سلمان باك) وهي أغنية (الما يزورك سلمان عمره خساره) وهي من لون المربع وكانت بالأصل لداود عزرا وكلماتها: (المايزور العزير عمره خساره) والعزير من أنبياء اليهود وضريحه يقع في بلدة العزير قرب العماره في جنوب العراق، أخذها الفنان عباس جميل وغير كلماتها لتتناسب مع زيارة قبر الصحابي سلمان الفارسي فأشتهر بها، وبقيت حية حتى يومنا هذا.
* نال عباس جميل أوسمة كثيرة منها
– لقب (موسيقار) منحته أياه الجامعة العربيه في أحتفال أقيم له بهذا الخصوص في القاهرة عام 1995
– كرم قبل رحيله من قبل أتحاد ديوان الشرق بوسام الأبداع الثقافي.
* وردت سيرته في
– ملحق مجلة الدستور البغدادية – الصادرة في 13 رجب 1423هـ/16 حزيران 2011م – العدد 2236 – مقال:باب الشيخ محلة بغدادية عريقة.
– مع عباس جميل ، مجلة الف باء ، شامل عبدالقادر ـ بغداد 1988
* كتبت عنه الباحثة الموسيقيه فاطمة الظاهر : انه ( صاحب صوت جميل ، وموهبة وابداع في مجال الموسيقى والتلحين حلو المجلس يشيع الفرح والسعاده في قلوب جلاسه ، جميل الحديث سريع البديهية لطيف النكتة ، يقلب الهم الى فكاهة ، ذاكرة خصبه تحتفظ بشريط الاحداث التي عاشها ، راضي بكل شئ ، يحب الحياة ويعرف كيف يعيشها بحلوها ومرها ، رقيقاً يحب الجميع وخاصة اصدقائه الفنانين ، كان مركز إشعاع لكل من حوله ، اعطى عطاءاً ثراً منذ بدايته حتى رحيله للاغنية العراقية الرصينة النابعة من اصالة تراث العراق ونخيله ودجلة والفرات وتغنت بها الاجيال وحفظها ورددها الجميع )
* ذلك هو الملحن والمطرب العراقي الكبير عباس جميل الذي له أهمية استثنائية في تاريخ الأغنية العراقية ويعتبر من رواد الاغنية العراقيه الشعبيه التي بدأت في سنوات الخمسينيات من القرن العشرين مع مجموعة من الفنانين الكبار امثال احمد الخليل وجميل سليم ورضا علي ويحيى حمدي وداود العاني ، يمتلك تاريخاً فنياً حافلاً بالألحان الخالدة على امتداد أكثر من نصف قرن قدم فيها أجمل ما يمكن إلى الذائقة العراقية، أتسمت ألحانه بطابعها المحلي البغدادي الاصيل
توفي رحمه الله عام 2006

اترك تعليقا
آخر الأخبار
راصد يكشف تفاصيل "الانفجار الشمسي".. هل يؤثر على العراق اتحاد الطلبة يستبق الامتحانات بـ4 مطالب تتعلق بـ"ممارسات بوليسية وفضائح" شرطة النفط تضبط خزانات بسعة 130 الف لتر معبأة بوقود "تجهل نوعيته" في بغداد لماذا يتركز اتهام الابراج بالتسبب بالسرطان في ديالى تحديدا الاتصالات تكشف ملابسات قطع الانترنت خلال الامتحانات لماذا يتركز اتهام الابراج بالتسبب بالسرطان في ديالى تحديدا-عاجل النزاهة: الحبس 3 سنوات لمدير مكتب محافظ بغداد السابق غدا.. العراق يتخذ خطوة ستمنحه غازا يعادل 200% من الغاز الايراني المستورد خطيب جمعة الكوفة : الشهيد الصدر لم يعلمنا كيف نحيا فقط بل كيف نموت الاعمار والتطوير أولوية .. لجنة برلمانية تتابع وترصد الأداء الحكومي الزراعة توضح سبب ارتفاع أسعار الأسماك في الأسواق طقس العراق.. غبار وارتفاع درجات الحرارة السليمانية.. ممثلية الطلبة النازحين تؤكد استعدادها للإمتحانات النهائية تجدد أنباء عودة ميسي إلى برشلونة السعداوي: عازمون على تفعيل خطوط النقل العام في عموم العراق حادثة غريبة .. دب يخلع "كتف" مواطن بمنطقة جبلية نائية في اقليم كردستان إجراء جديد من "أوبك+" بشأن توقعات الطلب العالمي القبض على "إرهابيين" وتدمير مضافات وكهوف في ثلاث محافظات بالوثائق.. السوداني يطلب من الأمم المتحدة انهاء بعثتها في العراق الاطاحة بتاجري مخدرات بحوزتهما 6 كغم من "الكريستال" في بغداد العراق عاشر أسوأ نمو اقتصادي خلال السنوات الـ5 الأخيرة الأمن الوطني يطيح بتاجري مخدرات بحوزتهما نحو 6كغم من مادة الكريستال في بغداد تذبذب بدرجات الحرارة وامطار وتصاعد للغبار خلال الأيام المقبلة.. إيضاح مفصل بالطقس السليمانية .. انتشار دوريات ومفارز أمنية في شوارع واحياء المدينة بعد اقرار استراتيجية الأمن الوطني.. حراك برلماني لإستضافة شخصيات "مسؤولة" - عاجل